أهمية الشهادات: دعم الشباب لسدّ فجوة المهارات

كريستا كيتشمارك، نائبة الرئيس في Certiport ومسؤولة تطوير أعمال تكنولوجيا المعلومات العالمية في بيرسون فيو

  • مدونة
  • الموهبة والقيادة

في عالم اليوم، يواجه الشباب الباحثون عن عمل تحديات متزايدة. ورغم أن الشهادة الجامعية لا تزال ذات قيمة كبيرة، إلا أنها لم تعد كافية لضمان دخول سلس إلى سوق العمل في السنوات الأخيرة، خصوصًا لأولئك المتحمسين لتطبيق ما تعلموه في الجامعة في بيئة العمل الحقيقية. وفقًا لمكتب الإحصاءات الوطني في المملكة المتحدة، بلغ معدل البطالة بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و24 عامًا نسبة 12,8% خلال الفترة الممتدة بين أبريل ويونيو 2025. على الصعيد العالمي، تشير منظمة العمل الدولية إلى أن أكثر من 65 مليون شاب عاطلون عن العمل.

ولا يقتصر الأمر على البطالة، فبحسب معهد Burning Glass Institute، فإن 43% من خريجي الجامعات في الولايات المتحدة يعملون في وظائف لا تتطلب شهادة جامعية. يُقدّر تقرير "Lost in Transition" الصادر عن بيرسون أن الاقتصاد الأمريكي يخسر نحو 60 مليار دولار سنويًا بسبب عدم توافق المهارات بين الشباب وسوق العمل، ما يجعل المشكلة نظامية وليست فردية فقط، مع تأثيرات بعيدة المدى على الأفراد والمجتمعات والشركات على حد سواء.

كريستا كيتشمارك
نائبة الرئيس في Certiport ومسؤولة تطوير أعمال تكنولوجيا المعلومات العالمية في بيرسون فيو

الانفصال بين المؤهلات الأكاديمية ومتطلبات الوظيفة

ما الذي يحدث بالضبط؟ إنّ المشكلة لا تتعلق بقيمة التعليم العالي، فهو لا يزال محركًا أساسيًا للفرص مدى الحياة. إن التحدي يكمن في تطور متطلبات أصحاب العمل في العصر الحالي. الشركات تتحرك بسرعة فائقة وتبتكر وتتحول استجابةً للتقنيات الجديدة وقوى السوق واحتياجات العملاء. وعند التوظيف، لم يعد أصحاب العمل يبحثون فقط عن المعرفة النظرية، بل يريدون أدلة واضحة على قدرة المرشحين على الاندماج بسلاسة ضمن فرق العمل والانطلاق فورًا واستخدام أدوات العمل اليومية بثقة وإبداع.

يخبرنا قادة الأعمال مرارًا أنهم يتوقعون من الموظفين الجدد، حتى في المناصب المبتدئة، إتقان برامج مثل Microsoft Word وExcel وPowerPoint وWordPres وPhotoshop وIllustrator وPremiere Pro وSalesforce، فضلاً عن منصات الذكاء الاصطناعي التوليدي المتزايدة. لم تعد هذه المهارات مجرد "إضافة جيدة"، بل أصبحت كفاءات أساسية تُمكّن الشركات من العمل والتعاون والمنافسة. يبحث أصحاب العمل عن أفراد يتقنون هذه البرامج تمامًا، فلا يحتاجون إلى أسابيع أو أشهر من التدريب ليصبحوا منتجين.

الرسالة هنا واضحة: رغم أن التعليم الجامعي يوفر أساسًا مهمًا، إلا أن شباب اليوم بحاجة إلى صقل مهاراتهم. عليهم أن يُظهروا ويُثبتوا امتلاكهم للمهارات العملية الجاهزة لسوق العمل، أي المهارات التي يتطلبها أصحاب العمل فعلاً.

الشهادات: مفتاح التوظيف والتنقل المهني

هنا تؤدي الشهادات المعتمدة دورًا تحويليًا حاسمًا. نؤمن في بيرسون إيمانًا راسخًا بقوة الشهادات في فتح أبواب الفرص. وقد صُمم نهجنا القائم على "التعلم والتدريب والحصول على الشهادة" لتحقيق هذا الهدف تحديدًا، أي ضمان أن يكتسب المتعلمون المهارات المطلوبة في سوق العمل ويطبقوها، ثم يثبتوا كفاءتهم بها.

لماذا تُعد الشهادات بهذه الأهمية؟ الأرقام خير دليل على ذلك. تشير نتائج تقرير المرشح عن قيمة شهادة تكنولوجيا المعلومات لعام 2025 الصادر عن بيرسون إلى أن 92% من مديري التوظيف يتفقون على أن الشهادات تعزز الثقة في قدرات المرشح، فيما يؤكد 81% منهم أن الموظفين الحاصلين على شهادات يصلون إلى الإنتاجية الكاملة أسرع من نظرائهم غير الحاصلين على شهادة. علاوةً على ذلك، يتمتع المهنيون الحاصلين على شهادات معترف بها صناعيًا بفرص أكبر بنسبة 27% للحصول على ترقيات وفرص للتقدم المهني، ما يعزز التأثير التحويلي لهذه الشهادات في سوق العمل التنافسي اليوم.

مع ذلك، لا يقتصر الأمر على "المتخصصين" في تكنولوجيا المعلومات، إذ أن إتقان أدوات مثل Microsoft Office وAdobe Creative Cloud وتطبيقات الأعمال مثل WordPress وSalesforce أصبح متوقعًا الآن في مجموعة واسعة من المجالات. سواء كان المهنيون الشباب يسعون إلى مسار مهني في مجال الأعمال أم التصميم أم التسويق أم إدارة المشاريع أم تطوير الويب، فإن الشهادات تُظهر لأصحاب العمل أنهم مستعدون للمساهمة من اليوم الأول.

مواكبة التغيّر في عالم سريع التحوّل

تتسارع وتيرة التغيّر التكنولوجي بشكل غير مسبوق، فكل عام تظهر أدوات ومنصات وأساليب عمل جديدة. كي ينجح الشباب في هذا الواقع المتغيّر، عليهم أن ينظروا إلى التعلّم كرحلة مستمرة مدى الحياة. تخيّل أن مهاراتك مثل خزان وقود، كل شهادة جديدة هو بمثابة تعبئة بالوقود الممتاز. وكلما كانت جودة ما تضيفه أعلى، قطعت مسافة أبعد وبسرعة أكبر.

نلتزم في بيرسون بتزويد المتعلمين بأحدث المهارات المطلوبة في سوق العمل. تشمل دوراتنا التعليمية وشهاداتنا كلاً من المهارات الرقمية الأساسية والتطبيقات المتقدمة مثل Microsoft Office (Word وExcel وPowerPoint) وAdobe Creative Cloud (Photoshop وIllustrator وPremiere Pro) وإدارة المشاريع وSalesforce، كما أضفنا إليها الآن مجموعة WordPress من Knowledge Pillars. تسد هذه الأخيرة فجوةً مهمةً في السوق، إذ لا تكتفي بتمكين المتعلم من "معرفة" تطوير المواقع، بل تؤهله فعليًا لبنائها وإدارتها وتحسينها بثقة وكفاءة.

قوة الشهادات العالمية: رؤية من منظور عالمي

لا داعي للبحث بعيدًا لرؤية الدليل الحقيقي على مدى تأثير الشهادات، فبطولة العالم لعام 2025 لمتخصصي Microsoft Office المعتمدين من Certiport والمحترفين المعتمدين من Adobe قد اختُتمت مؤخرًا، وكانت خير مثال على ذلك. لقد حظيت بامتياز مشاهدة هؤلاء الشباب المميزين وهم يستعرضون خبراتهم على المسرح العالمي. وقد أظهروا براعتهم في استخدام هذه التطبيقات من خلال مهام عملية دقيقة ومكثفة، فأثبتوا أنهم الأفضل على الإطلاق.

وأفضل ما في الأمر أن هذا التقدير لا يبقى مجرد إنجاز معنوي، بل يتحول مباشرةً إلى فرص مهنية حقيقية، إذ لطالما رأينا المتأهلين للنهائيات والفائزين في بطولة العالم يتلقون عروض عمل بناءً على نجاحهم في المنافسات الإقليمية والوطنية والعالمية. يعلم أصحاب العمل أن هؤلاء الأفراد يتمتعون بمهارات مثبتة في حل المشاكل وفي العمل الجماعي والابتكار، وهي بالضبط الصفات التي تدفع عجلة النجاح المؤسسي!

بيرسون: شريكك في النجاح المهني مدى الحياة

بينما نتطلع إلى المستقبل، تواصل بيرسون التزامها بسدّ الفجوة بين التعليم وقابلية التوظيف. نصمم برامجنا بالتعاون الوثيق مع شركائنا في المجال لضمان أن المهارات التي ندرّسها ونقيّمها ونعتمدها، هي بالضبط ما يقدّره أصحاب العمل ويبحثون عنه. نحرص اليوم على توسيع نطاق الوصول العالمي إلى الشهادات الأساسية، بما في ذلك Microsoft Excel وPowerPoint والمجموعة الكاملة من شهادات Adobe، بالإضافة إلى عروض مبتكرة مثل شهادة WordPress من Knowledge Pillars.

ندعو الشباب والمعلمين وأصحاب العمل للانضمام إلينا في هذه المهمة. من خلال تبنّي التعلّم مدى الحياة والاستثمار في الشهادات، يمكنهم تعزيز آفاقهم المهنية والمساهمة في بناء قوى عاملة أكثر ديناميكية ومرونة وتنافسية للجميع.

في عالم يتغيّر باستمرار، تُرسم معالم المستقبل بالاستعداد والمعرفة. لنحصل إذًا على الشهادات ونتسلّح بالمهارات وننطلق إلى العمل، معًا.